رسالة مفتوحة إلى الدكتور علاوي ( 3 )

المقاله تحت باب  في السياسة
في 
19/09/2007 06:00 AM
GMT



طائفيون وأنتقاميون
 
من حقك، أخي الدكتور أياد، بل من الواجب، كما أظن، أن لا تستسلم لمشيئة الامر الواقع، وان لا تجلس على “طاولة اللئام” ريثما يمنّون عليك بفتات طائفية مغشوشة، وكنتَ –في الحق- محقا في التشويش على محاولات استئصالك من اللوحة، كما كنت موضع إعجابي في بعض(أقول: بعض) حركات الالتفاف على ما كنت تسميه الخطوط الحمر التي تزايدت في طريقك، وأظن، مع ذلك، ان أكبر غلطة أرتكبتها تتمثل في أبتعادك عن الحليف الكردي، كظهير، في وقت لم تكن القيادة الكردية لتفرط بدورك، ولم يكن ليسرها، لإسباب تعرفها ويعرفها المتابعون، ان تكون ضعيفا على لوحة التجاذبات، وفي هذا الملف كلام كثير، قد تكون جزئيا على حق فيه.
غير ان الذي لا يُفهم هو خذلانك لحملة التصدي لطائفية في الحكم بالتقرب الى طائفية في المعارضة، ويحار من يراجع مسلسل الاخبار، ولقاءاتك الفضائية، في رصد مغزى حديثك عن جبهة تضم قوى طائفية، هي نفسها، تعد للقصاص منك، وقل –إذا احسنا الظن- تريدك ساعي بريد لنقل رسائل الى جهات امريكية، كما يحار في تأويل خلفيات اتصالك بقيادة عزة الدوري البعثية، فيما تعيد هذه القيادة يوميا انتاج فكر الثأر والكراهية والقتل، واستطيع ان اوفر على نفسي الحديث عن غيّ هذه القيادة وعدم اتعاضها مما حدث ويحدث، فاقترح عليك الاطلاع على موقعها الالكتروني (البصرة-نت) وهناك ستقرأ ما كتبوا عنك بالذات القول نصا: “ان حزبنا يؤكد بانه يرفض باي شكل وصورة عودة اياد علاوي للحكم لانه كبير الجواسيس واحد المجرمين الذين مهدوا للاحتلال ودمار العراق”.
وإذ أكرر القول إنني مع محاورة اعضاء حزب البعث، وضد نهج الاستئصال والاجتثاث، ومع بناء ارادة لطي صفحات الماضي، ومع خيار العفو، والتسامح، لكن لا استطيع ان ارى جدوى من خطوتك هذه إن لم تتزامن مع قيام تلك القيادة بمراجعةٍ جادة ونقدية لمرحلة حكم الدكتاتورية ونظام الحزب الواحد البغيض، وقد استمعتُ وقرأت الكثير من التبريرات عن تفاوضك مع قيادة الدوري، لكني، للأسف، خذلت للطريقة التبسيطية التي دافع بها السيد اياد جمال الدين عن هذا الخيار، وكان بودي لو استمعَ الى ما ذكره لي قيادي بعثي وسفير سابق كان قد التقى رفاقه القدامي في عاصمة عربية وناقشهم طويلا، واجملَ رأيه بالقول: “الجماعة لا يريدون ان يتخلوا عن لغة الدم والقتل، وكأنهم ما زالوا في السلطة”.
 
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
.. وكلام مفيد
 
“ان النقلة في المقامات ما هي بأن تترك المقام، وانما هي ان تحصل ما هو أعلى منه”.
أبن عربي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
malasam2@hotmail.com